جمهرة

موستار هي المدينة التي سكنها المسلمون والكروات خلال حرب البوسنة وقد فصل بين ضفتيها الشرقية والغربية نهر نيريتفا. حاول الصرب السيطرة على موستار لكنهم فشلوا، وفي عام 1993 سيطر الصرب على 70% من البلاد فبدأ الحديث عن ضرورة التقسيم إلى 3 دويلات على أساس عرقي مسلمة وكرواتية وصربية وارتفع عدد اللاجئين البوسنيين الهاربين من الصرب في موستار، فاحتج الكروات على ارتفاع أعداد اللاجئين وحاصروا 55 ألف مواطن في القطاع الشرقي، وعند وصول الجيش البوسني إلى موستار نسف الكروات جسر ستاري موست الذي يعود تاريخه لأكثر من 427 عاماً، فقُسمت المدينة إلى قسم شرقي مسلم وغربي مسيحي، وفي عام 2004 تمت إعادة بناء الجسر من جديد

يوجد مسجد فرحات باشا في بانيا لوكا ثاني أكبر مدينة في البوسنة ويرجع تاريخه إلى القرن الـ16 وكان يعد واحداً من أكبر مساجد المدينة، وفي عام 1993 وعندما كان الصرب يقومون بحملة تطهير عرقي ضد المسلمين هناك، تم تدمير المسجد على يد القوات الصربية التي استخدمت كميات كبيرة من المتفجرات لهدم الهياكل المحيطة بالمسجد، فتمت تسويته بالأرض ونقل ركامه إلى أماكن بعيدة. وفي عام 2016 تمت إعادة افتتاح المسجد في الجزء الصربي من البوسنة بحضور أكثر من 10 آلاف مسلم، حيث تكفلت جمعية تركية بتمويل بنائه بتكلفة بلغت 2 مليون يورو، ويُذكر أنه لا يعيش حالياً في مدينة بانيا لوكا سوى 10% فقط من سكانها المسلمين والكروات.

بني النفق في عام 1993 أثناء حصار مدينة سراييفو وكان ممرها الوحيد إلى العالم الخارجي أثناء الحصار الذي استمر حتى نهاية شهر شباط عام 1996. استغرق بناؤه أكثر من 6 أشهر بوساطة المعاول والمجارف، وكانت وسيلة الإضاءة المستخدمة من قبل العمال هي الشموع. في نهاية شهر حزيران 1993 اكتمل تجهيز النفق وبدأت الاستفادة منه مباشرة في اليوم التالي. يقع مدخل النفق داخل منزل في طرف مدرج المطار وهو يربط بين منطقتي دوبرينيا وبوتمير، ويبلغ طول النفق نحو 800 متراً وارتفاعه 1.6 متراً. بفضل النفق تمكنت المدينة المحاصرة من الحصول على خطوط الهاتف وإمدادات النفط والأغذية والطاقة الكهربائية والأسلحة للبوسنيين المحاصرين.

ولد المفكر والسياسي "علي عزت بيغوفيتش" في البوسنة عام 1925، حصل على شهادة المحاماة عام 1962، حكم عليه بالسجن فترات طويلة وعدة مرات عام 1946 لمدة 3 سنوات، وبعدها عام 1983 لمدة 14 سنة. قاد مسلمي البوسنة طيلة سنوات حرب الاستقلال من 1992 إلى 1995. أصبح رئيساً للدولة الأوربية البوسنة والهرسك بين عامي 1990 و2000. توفي عام 2003. أطلق عليه المفكر عبد الوهاب المسيري لقب "المجاهد المجتهد".. دعم الفكر الإسلامي بعدة مؤلفات أبرزها "الإسلام بين الشرق والغرب" و "هروبي إلى الحرية" و "عوائق النهضة الإسلامية".

يوم 11 يوليو/ تموز 1995 ارتكبت القوات الصربية واحدة من أكبر مجازر الإبادة والتطهير العرقي في القرن الماضي في مدينة سربرنيتشا شرق البوسنة والهرسك. قتل فيها ما يقارب 8000 إنسان؛ وتأتي هذه المجزرة ضمن الحرب البوسنية الصربية التي بدأت منذ عام 1992 وأُسدل ستارها عام 1995 بمعاهدة دايتون للسلام. كان من نتائج هذه الحرب تهجير أكثر من مليون ونصف إنسان ومقتل ما يزيد على 200 ألف شخص.