جمهرة

هناك العديد من أنواع العلاج النفسي، لكل منها منهجه الخاص لتحسين الصحة النفسية. قد يكتمل العلاج النفسي بنجاح في غضون بضعة أشهر ولكن بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى العلاج على المدى الطويل. قد يكون العلاج فردياً أو مع مجموعة أو مع أفراد العائلة. عند اختيار اختصاصي، يجب أن يشعر المريض بالراحة والثقة بأن الاختصاصي قادر على الاستماع لما يقوله. ومن المهم أيضاً أن يفهم الاختصاصي رحلة حياة المريض التي ساعدت في تكوين شخصيته وكيف يعيش في العالم.

خلال حياتنا اليومية كل منا معرض بأن يمر بتجربة مخيفة وخارجة عن سيطرتنا، وأغلب الناس يتغلبون على هذه التجارب بمرور الوقت، ولكن في بعض الأحيان قد تسبب ردةَ فعل قد تستمر لأشهر او حتى سنوات وهذا ما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة. ومن أعراض هذا الاضطراب: الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والذنب وأحياناً بالغضب، بالاضافة للمشاعر الطبيعية التي تحدث لكل الأشخاص بعد هذه الحوادث.

أدهشنا الكثير من المشاهير الذين يعانون من التأتأة، ولكنهم يتحررون منها عندما يندمجون في الغناء، فيبدعون ويمتعون. تشير الأبحاث إلى أنّ هناك أسباب كثيرة لمشكلة التأتأة، ومن بينها نموذج مواجهة الشخص للتوتر دون إغفال الوراثة،‏ فنحو 60% من المصابين بهذا الاضطراب لهم أقرباء يعانون من المشكلة نفسها.‏ بالإضافة إلى أن تصوير الجهاز العصبي لدماغ المصاب بالتأتأة يبين نمط معالجة اللغة والكلام بطريقة مختلفة. وقال الاختصاصي في أمراض النطق روبرت كيزال الذي يعاني هو نفسه من التأتأة: "تزول التأتأة بإزالة الخوف منها لا ببذل جهد أكبر لتجنبها".‏ هنالك اليوم برامج طموحة لعلاج عيوب النطق تساهم في تحسين الطلاقة.

وصف المجنّون يطلق غالباً على مصاب الذهان، باعتبارها حالة تؤثّر في النَّفس والعقل والحيّاة بشكل عام، وتؤدِّي إلى تَغيُّرات في طريقة التفكير والشعور والسلوك. الذُّهانِي لديه علامتان مهمتان تؤكدان سوء علاقته بالواقع هما: الهَلاوِس Hallucinations من خلال سماع أو رؤية أشياء غير موجود أصلاً. التَوهُّمات Delusions وهي مُعتَقدات أو أوهام غيرواقعية وغير منطقية. والذُّهان ليس حالة في حدّ ذاتها، وإنَما عرض لاضطراب الوظيفة النَّفسيَّة، كما في الفصام أو الاضطراب ثنائي القطبية والاكتئاب الهَوَسي ، كما يمكن أن يُثارَ الذُّهان بحالاتٍ عضويَّة، أونتيجة تعاطي المخدرات.

الاسترخاء أحد أهم الأساليب المضادة للتوتر والقلق، تقنيات الاسترخاء الحديثة تستهدف الجسم والنفس العقل من خلال مجموعة من التمارين والتدريبات البسيطة التي ترتكزّ على التنفس العميق وتدريب الجسم كله على الارتخاء المتدرج لإزّالة الشد ّالعضلي، بالإضافة للتأمل واستخدام الاسترخاء الذهني لتنظيم الوظائف البدنية والنفسية. يعمل الاسترخاء على إعادة بناء التوازن للعمليات الحيوية وزيادة الطاقة والإنتاجية، بالاضافة لتقليل آثار التوتر على جميع أعضاء الجسم. توصل العالم هيربرت بينسون إلى عدد من النتائج الإيجابية للاسترخاء تشمل: تخفيض ضربات القلب، تخفيض معدل التنفس، تخفيض ضغط الدم، والتقليل من الشدّ العضلي.

الحيّل النفسية أو ميكانيزمات الدفاع النفسي هي مجموعة من العمليات اللاشعورية تهدف لتخفيف القلق والصراع الداخلي. بعض الحيّل تكون ناحجة وهو وفعالة، وتحقق نتائج ايجابية، وبعضها الآخر يكون لها نتائج سلبية وتدفع النفس نحو سياقات مرضة وغير سوية. من أشهر الحيّل النفسية: الإسقاط؛ حيث يقوم الشخص بنسبة الفعل للغير لعدم ثقته بنفسه، التبرير: من خلال تبرير تصرفاته وأفعاله وفشله بأسباب منطقية. الإنكار: حيث ينكر الشخص واقعه المِؤلم أو حاذثة معينة سببت له صدمة كبيرة، وكأنها لم تحدث. الانسحاب: من خلال الابتعاد والهروب الجسدس أو الشرود الذهني وعدم التعاون. التعميم: من خلال تعميم تجربته أو سلوكه على الجميع.